──────────────────────────

🌷 الفصل الخامس و الخمسون -

──────────────────────────

كيييك-

حالما دخلتُ الكوخ، أُغلِق الباب بصوت جلجلة خلفي، وسرعان ما غرق المكان في الظلام الدامس.

'دعونا نشعل النار أولاً.'

عندما فتحتُ مصباح الغاز الذي أحضرته معي، كان ضوء خافت يلون الغرفة.

"… كما هو متوقع."

كان الكوخ ضيقاً للغاية بحيث يمكن أن يمتلئ بعدد قليل من الأشخاص.

كان المذبح الذي ذكرته سالي في وسطه، وكان المذبح مليئًا بأغصان و أشياء مشبوهة.

لقد قالت سالي إنهم قدموا التضحيات هنا.

مشيتُ بهدوء قدر الإمكان، لكن الأرضية الخشبية القديمة كانت متصدعة.

عندما اقتربتُ من المذبح، رأيت تابوتًا خشبيًا موضوعًا خلفه.

'... لم تخبرني سالي أن هناك تابوتًا هنا، أليس كذلك؟'

لقد تم وضعه في مكان لا يمكن رؤيته من خلال النافذة في الخارج.

شعرتُ بالغرابة نحوه لسبب ما، لكنني واصلتُ النظر فوق المذبح.

على اليسار كانت هناك قطعة من الخشب منحوتة بدقة، والتي بدت وكأنها تمثل وحشًا له مخالب طويلة مكان رأسه.

كانت المبخرة على اليمين غير مضاءة، وزينت حافة المذبح بباقة من الزنابق المجففة بالأبيض والأسود.

بينما كنت أراقب المذبح بهدوء شديد، توقفت عيناي في المنتصف.

"هذا …."

كتاب أسود بحجم وسمك هائلين.

نظرًا لأن الغلاف كان مصنوعاً من الفولاذ وليس الجلد، فقد تمت كتابة لغة غير معروفة على غلاف الكتاب، تُذكرنا تقريبًا بسبيكة حديدية.

لم أتمكن من فك شيفرتها، لكنني كنت بالفعل أتكهن بشكل غير متأكد.

لا بد من أن يكون هذا كتابًا سحريًا.

تحت الضوء الخافت لمصباح غاز، كان بإمكاني رؤية شيء مثل هالة من الضوء تتدحرج حول الكتاب الضخم.

أخرجت الخنجر الذي أعددته للتضحية أثناء النظر إلى الكتاب الذي أعطى جوًا شريرًا للغاية.

'دون تردد قدر الإمكان، وبسرعة.'

في اللحظة التي رفعتُ فيها الخنجر الذي استخدمه ذات مرة لتدمير نسخة كتاب إيبون في فندق لانجهام!

كييييك-

طار شيء ما حول يدي بصوت خافت.

"ااااااععع-!!"

تركتُ السكين وأنا أئن من الألم القوي مثل ضربة الحجر، و انفلت الخنجر من قبضتي وسقط على الأرض بقرقعة.

في اللحظة التي حركت فيها جسدي لألتقطه بسرعة.

"لماذا تحملين السكين بلا مبالاة؟"

سمعتُ صوتاً مخيفًا.

لقد كان "جاكوب روتشستر" هو من فتح غطاء التابوت وظهر.

"……!"

"تشرفتُ بلقائكِ يا آنسة إميلي."

قبل أن أعرف ذلك، اقترب جاكوب مني وركل خنجر الكاهن بعيدًا عني.

"ههههه ... لا أعرف ما وضعته تلك الخادمة في طعامي، لكنه كان جيدًا جدًا. لكن ...."

عندما نظر حوله بعيون جليدية، انغلق الباب بقفل من تلقاء نفسه.

"كيف....؟"

عندما رآني أطلق أنينًا حائراً، ضحك جاكوب.

"هكذا أصبحنا أنا وأنتِ لوحدنا."

نظرتُ بسرعة إلى الجانب ورأيتُ هنري يقف حارسًا بتركيز خارج النافذة.

بدا وكأنه غافل عما كان يجري في الداخل لأنه كان شديد التركيز على الخارج.

"هنري! هنري!"

رفعتُ صوتي وصرخت، لكن يبدو أن هنري لم يسمع شيئًا.

رفع جاكوب، الذي كان يراقبني هكذا، إحدى زوايا فمه وابتسم بشكل شرير.

"عزيزتي الآنسة إميلي، لا فائدة من المحاولة. هذه مساحة يتم فيها إلقاء نوع من السحر يكتم الصوت."

كان يتكلم، لا، بل كان يتفاخر بتعبير مرتاح للغاية على وجهه.

لا يقتصر الأمر على عدم تسرب الصوت من الداخل إلى الخارج فحسب، بل لن يدرك الأشخاص في الخارج وجود هذا الكوخ على الإطلاق.

"إنه موجود، لكن بطريقة ما تنسى أنه موجود. إذا لم يكن الأمر كذلك، فكيف سأستمر في القيام بأعمالي بأريحية هنا، أليس كذلك؟"

لمس المفتاح الموجود على الحائط خلفي، وأضاء الضوء الداخلي ليضيء ما يحيط بنا.

'لا يبدو أن هنري مدرك لما يحدث هنا.'

سرعان ما حولتُ نظرتي إلى الداخل ورأيتُ أخيرًا المشهد الذي كنت أقف فيه بشكل صحيح.

كانت عظام الحيوانات التي استخدمت كذبيحة حية ملقاة هنا وهناك.

تم كسر معظمهم في حالة من الفوضى وكان الشكل غير معروف، ولكن كانت هناك حالات حيث تم الحفاظ على الهيكل العظمي إلى حد ما ويمكن استنتاج هوية المالك.

من بين عظام الحيوانات المتراكمة مثل الجبل، وجدتُ أن هناك بقايا بشرية قليلة مختلطة ببقايا الحيوانات.

"يا إلهي…"

غطيتُ فمي بسبب الغثيان المتصاعد، لكن جاكوب انفجر ضاحكًا كالمجنون.

ذكّرني وجهه الذي ما زال مريضًا وضحكته المجنونة بشيطان يسكن في جسد بشري.

'ربما تم الاستحواذ على جسده من طرف كتاب السحر؟'

ألقيتُ نظرة خاطفة على الكتاب السحري الموضوع خلفي، لكن جاكوب، الذي لم يلاحظ نظراتي بعد، فتح فمه.

"ما هو هدفك هنا؟"

"…."

"لا فائدة من إبقاء فمكِ مغلقًا. لذا دعيني أخبرك أولاً. هل أنتِ هنا لتجدي الآنسة جين؟ "

"… … كيف عرفت ذلك؟"

"هذا واضح، أي رجل هذا الذي لا يعرف أصدقاء المرأة التي أحبها ذات يوم. لكن العثور على جين لن يكون سهلاً، أكثر من ذلك ..."

ابتسم جاكوب بتكلف ولعق شفتيه بلسانه ونظر إلى "كتاب السحر".

"إنها الآن ملزمة بشدة بـ 'عقد'."

في هذه المرحلة، كنت متأكدة بنسبة 100٪.

من الواضح أن جاكوب اختطف جين، و "بكاء شبح أنثى" الذي سمعه الموظفون ....

'كان هو صوت بكاء جين المخطوفة.'

علاوة على ذلك، انطلاقاً من كلمات جاكوب الآن، يبدو أنها كانت مقيدة بهذا الكتاب السحري.

أيا كان الوضع، هناك حل واحد فقط.

تدمير هذا الكتاب السحري في أسرع وقت ممكن!

أجبتُ بينما أحافظ على مسافة أمان معقولة بيني و بين جاكوب.

"الحب؟ هل تعتقد أنك تستحق أن تقول ذلك؟"

"هااا ... قالت بيرثا نفس الشيء."

"…بيرثا؟"

إذا كانت بيرثا ...

هل يقصد شبح هذا القصر الذي تحدث إلى جين والتي قيل أنها زوجة الابن الأول إدوارد؟

نظر جاكوب إلى وجهي الأبيض وابتسم وحيدًا.

"ستموتين بين يدي على أي حال، لذا لن يضر الأمر إذا سمعتي اعترافي، أليس كذلك؟ ... عندما أرى فتاة جميلة مثلك، أكون صادقًا دائماً."

أبقيتُ فمي مغلقًا ولم أستجب لكلامه.

"نعم ، من الأفضل سماع ذلك عندما تكونين مرعوبة وغير قادرة على قول أي شيء. حسنًا، أنتِ تعرفين أن الباب هنا يغلق من تلقاء نفسه، أليس كذلك؟ من الأفضل ألا تتوقعي من الرجل في الخارج أن يأتي ويساعدك."

بطريقة ما، قيل لي أن لدي حرية في فعل ما أريد.

يبدو أن الكتاب السحري لم يؤثر فقط على هذا الكوخ ولكن أيضًا على الباب.

"يمكنني فتح الباب وإغلاقه بحرية هنا متى شئت. ربما جئتِ إلى هنا لتنقبي ورائي، لكنني متأكد أنكِ لم تتخيلي أبدًا أنه سينتهي بكِ الأمر في الدخول إلى الفخ بقدميك."

على عكس السلوك المهذب الذي رأيناه من قبل، بدأ جاكوب، الذي كان يضحك بشكل مبتذل، في قول قصص غير مرغوب فيها.

لقد كانت، بطريقة ما، قصة معروفة.

الابن الثاني البارز الذي ورث الأسرة بدلاً من الابن البكر الذي مات صغيراً...

لقد كان هو الأخ الأصغر الذي تم مقارنته دائمًا بأخيه الأكبر الموهوب وطور عقدة النقص.

"... سرق أخي الأكبر ذاك آخر شيء بقي لدي."

قبلت بيرثا، صديقة الطفولة والحب الغير متبادل لجاكوب منذ الطفولة، عرض الزواج من شقيقه الأكبر إدوارد.

الإحباط الملتوي الذي سلبه حتى المرأة التي أحبها كسر روحه الضعيفة بالفعل.

غرق جاكوب في قاع اليأس، وصعد فجأة على متن سفينة متجهة إلى أمريكا، وبدأ بممارسة السحر الأسود الشرير والرهيب، حيث أغراه تملق الطائفة.

"هل تعرفين ماذا وجدتُ هناك؟"

توجهت أصابع جاكوب نحو الكتاب على المذبح.

لقد كان نسخة من كتاب الشعوذة بعنوان <كتاب طقوس الخراف السوداء>.

"بهذا، يمكنني تحقيق أي شيء أريده ... لا مال ولا ثروة ولا شهرة ولا حتى امرأة!"

أعاد جاكوب، الذي عاد إلى منزله بالذهب و الثروة الهائلة التي حصل عليها من خلال التضحيات، إحياء عائلة روتشستر المتدهورة.

تغيرت مكانته وشقيقه ببطء بعد ذلك، لكنه لم يستطع تغيير قلب بيرثا، التي أصبحت الآن زوجة أخوه.

من ناحية أخرى، طالب "كتاب التعاويذ" بتضحيات أكبر، وببساطة تقديم الحيوانات لم يكن يدفع الكثير.

"فقط في الوقت الذي كنتُ فيه في حاجة إلى تقديم تضحية جديدة ... أدركتُ شيئًا مهمًا."

ومضت عيون جاكوب النحيلة بالجنون.

"سوف يكون أخي تضحية أفضل من أي شيء آخر."

"…."

في النهاية، لم يمت إدوارد فجأة بسبب المرض في سن مبكرة، بل ضحى به جاكوب كذبيحة من أجل "كتاب التعاويذ".

'مشهد القتل الذي شاهدته بيرثا كان في النهاية هو ...'

لا بد أن يكون المشهد حيث تم تقديم ادوارد كذبيحة حية، ويبدو أيضًا أن بيرثا قد ضُحيت في كتاب السحر لإسكاتها.

المرأة التي كانت ذات يوم موضع حب، لا، بل موضع هوس بالنسبة لجاكوب، اختفت و اختفى معها آخر ما تبقى من إنسانيته بسبب الكتاب السحري، لذلك لم يعد لديه ما يخشاه بعد الآن.

لقد أذهلتني تلك الحقيقة الرهيبة، لكنني تمكنتُ من التمسك بروحي لأحافظ عليها من الانهيار.

استمر صوت جاكوب الكئيب في الكلام.

"هل تعرفين ماذا يا آنسة إميلي؟ لماذا تغيرت معلمات ثورنفيلد باستمرار؟ ولماذا تقدمتُ لهن بعروض الزواج في كل مرة."

كانت هناك إجابة واحدة فقط على هذا.

…"الحبيبة" كانت تضحية أغلى من تضحية "الأخ".

"المرأة سهلة للغاية. دخل سنوي قدره 10000 جنيه إسترليني، وقصر بواجهة، وحياة مع عشرات الموظفين ... طالما أن ذلك مضمون، بغض النظر عن مدى رداءة الرجل في نطق الكلمات الغبية، فسوف يجدنها حلوة."

كان هناك الكثير لأقوله، لكنني لم أقل شيئًا.

إن الخروج من هذا الموقف أهم من دحض كلام هذا المجنون الآن.

"إذا قبلن عرض الزواج من هذا القبيل، فسأضحي بالنساء اللواتي أصبحن 'زوجتي'!"

"… هذا فظيع."

بينما كنت أغمغم وأسناني تصطك، ابتسم جاكوب بفرح حقيقي، ثم نشر ذراعيه على نطاق واسع في الهواء وصرخ وكأنه يتلو سطورًا من مسرحية.

"أيها الإنسان الغبي والضعيف، قدّم أشياءك الثمينة. أخوك ... زوجتك ... أطفالك ... كل شيء لديك!"

بعد أن قال ذلك، نظر إليّ وأخرج سكينًا حادًا من صدره بابتسامة تعلو وجهه.

"والآن ... حان وقت تضحية أخرى."

في اللحظة ذاتها التي كان فيها على وشك الهجوم بسكين في يده.

"اثبت مكانك."

أخرجتُ مسدسًا من جيبي الداخلي ووجهته نحوه.

"……!"

جفل جاكوب، لكنه حاول التظاهر بالاسترخاء.

"هااا ... لقد كنتُ أتساءل عما أحضرتِه معكِ ... هل تعتقدين أن هذا يستطيع أن يوقفني؟ هل تعتقدين أنه يمكنك إطلاق النار علي بينما لم يسبق لك قتل شخص من قبل؟"

دون الرد، نقرتُ الزناد و قمت بتلقيم المسدس.

قال جاكوب بوجه أبيض ويرتعد.

"ا- ا- الآن ... فكري جيدًا. إذا قتلتني هنا، فسوف تُشنقين بصفتك 'مشعوذة قتلت رجلاً نبيلاً'. "

"…."

ببطء ... أنزلتُ المسدس الذي كان مُوَجَّهاً نخو رأسه.

في اللحظة التي أطلق فيها جاكوب الصعداء، فتحتُ فمي بهدوء.

"لكن دعني أفعل شيئًا خاصًا بي أيها الرجل الثرثار."

عندما قلتُ ذلك، صوّبتُ المسدس على قدمه، ثم ضغطت على الزناد ببساطة.

بانغ-!

ارتفعت الرائحة النفاذة للبارود مع صوت إطلاق النار.

"عااااااااااا-!!!!!!"

سقط جاكوب على الأرض بصراخ رهيب.

تمتمتُ وأنا أنظر إليه، هو الذي كان يمسك بقدميه ويئن من الألم، بعينين مليئتين بالشفقة.

"يا إلهي ... أنتَ تستمر في قول أشياء عديمة الفائدة وتطلق أحكاماً متسرعة."

… لقد جعلني هذا منزعجة للغاية.

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2023/03/16 · 65 مشاهدة · 1653 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2024